الجمعة، 1 أكتوبر 2010

كم رأي عام لدينا ؟!!

ضمن شريط ذكرياتي الملتهبة ،تحضرني إحدى الحكايات الغريبة والتي  حدثت بدولة الكويت الشقيقة بنهاية التسعينات وتحديدا بالعام 1996م ، حيث باع رئيس مجلس الأمة  حينها النائب " احمد المساعيد "  امتياز إصدار جريدته ( الرأي العام) وهي بالمناسبة أول صحيفة يومية كويتية  أسسها المساعيد في العام 1961 ، وباعها في العام 1996 لشركة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر ، وبعد أن استلمت الشركة امتياز إصدار الصحيفة و بدئوا  في إصدار نسختهم ، تفاجئوا بعودة المساعيد لإصدار صحيفته المباعة ، وبسبب نفوذه الكبير آنذاك ، استمرت الصحيفة تصدر بنسختين، نسخة المساعيد ونسخة جاسم مرزوق بودي رئيس التحرير من دار الجزيرة التي اشترت الامتياز ، وبعد أن يأس المعنيون في إيجاد حل لهذه المعضلة لجأت دار الجزيرة للقضاء وحصلت على حكم يقضي برجوع الامتياز لدار الجزيرة وبالتالي إيقاف صدور نسخة الرأي العام لصاحب الجريدة السابق على الرغم من نفوذه الواسع . وتجدر الإشارة بان المؤسسة تحولت فيما بعد لمؤسسة إعلامية رائدة تدعى " الرأي" وتملك الصحيفة وقناة الرأي المعروفة .

            ما يحضرني الآن ، هو مصطلح " الرأي العام" وسؤال مشوش يتبادر على ذهني ، هل يوجد بشيء برأي عام لدينا ؟ هل هو واحد –نسخة واحدة- أو أكثر – أكثر من نسخة – ووصلت لنتيجة مفادها ، انه يوجد أكثر من "رأي عام"  لدينا ، حيث صارت كل طائفة كريمة تملك "رأيها العام" الخاص بها ، وتطورت الحالة لتصبح لكل جنس وعرق يقطن بهذه الأرض له نسخته من " الرأي العام" ، وطبعا بما إننا في تطور مستمر وسريع ، أصبح لكل جمعية وحزب وتوجه سياسي نسخته الخاصة من "الرأي العام" .
 لذا فترى ما يهم الإخوان الفلانيين في " رأيهم العام" لا يخص بتاتا الإخوان الآخرين في "رأيهم العام" ، وما يستشاط  الإخوة من العرق الفلاني ويخرج للعلن في "رأيهم العام" أصبح لا يحرك ساكنا في "الرأي العام "  لأصحاب الأرض ، وبالتالي صار الصراع هو بالنهاية صراع عدة نسخ من " الرأي العام " في المجتمع وكل يرى الموضوع من منطلق "رأيه العام" وليس هناك حرج من إخفاء " رأي عام " وفضح أيضا "رأي عام" غيرهم .
            ياللا الهول هل نتصادم ونحن في مجتمع واحد ، هل نشهد عودة الرأي العام الذي ينتفض متوحدا لقضية ، ويتشارك الحزن – طائرة طيران الخليج 2000 مثالا – والفرح – الانفراج السياسي  1999-  والتخطيط  - المشروع الإصلاحي 2000 – وغيرها من القواسم المشتركة التي كانت تربط " شعبا اصيلا" وصار الان شعوبا " ......." والله المستعان .


علي العكري 2010